
يعد وليم جيلبرت وبحق هو المكتشف الحقيقى لقوانين المغناطيسية ,ولد جيلبرت فى اسكس سنة 1450 م وكان ابوه مسجل تلك المدينة وتلقى العلم فى كمبرج واتم دراسة الطب وهو فى التاسعة والعشرون من عمره وعين طبيبا خاصا للملكة اليزابث واختير سنة 1600م عميدا لكلية الطب الملكية ,وضع جيلبرت اسس علمى الكهربية والمغناطيسية فجمع كل ما كان معروف عنهم الى ذلك الوقت بل واضاف اليه التجارب الجديدة التى أجراها فى هذا الصدد والنتائج التى وصل اليها وذكر ذلك كله فى كتاب كبير نشره فى لندن وسماه فى المعناطيس والمغناطيسية والمعناطيس الاكبر الذى هو الارض ويكشف جيلبرت فى مقدمة كتابه عن منهجه الجديد فى الكشف عن الحقائق مناقضا بذلك المناهج القديمة التى تعتمد على سلطة الاباء والتقيد بقوال السلف فيقول :
" فى كشف الأسرار وفحص خبئ الأشياء وخفى الامور يجب أن تكون ابراهين مبنية على التجارب الصادقة لا على ما يرجحه العلماء والفلاسفة من اّراء والعقائد لظنية وعلى ذلك فلكى نفهم جيدا تلك المادة النبيلة مادة ذلك المغناطيس العظيم الذى لا يزال مجهولا وواقصد به الارض وتلك القوى العظيمة الكائنة فى دنيانا هذه سأبدأ أولا بفحص القضبان المغناطيسية وتلك الأجزاء الأرضية القريبة التى فى متناول أيدينا وحواسنا وبعد ذلك أبدأ فى عرض تجاربى المعناطيسية الجديدة فأصل من ثم لأول مرة الى أعمق أجزاء الارض " .
ميز جيلبرت فى كتابه هذا بين ظاهرتى التكهرب والتمغطس ففى الاولى قسم الاجسام الى قسمين كهربائية يمكن تكهربها بالدلك وغير كهربائية وعمل فى تجاربه ما يسمى بالابرة الكهربائية وهى تشبه الابرة المغناطيسية الا ان الاولى مصنوعة من القش كما انها تنجذب فقط الى الاجسام الكهربائية التى تكتسب بالدلك وكان جيلبرت أول من أثبت أن المغناطيس الطبيعى ليس المعناطيس الوحيد الممكن وان ساق الحديد يمكن ان تستحيل معناطيسا بمجرد تعليقها فى الاتجاه التى تدل عليه الابرة المعناطيسية أو تسخينها ثم طرقها وهى فى الاتجاه عينه.
وقد عالج جيلبرت وكشف خطأ كثيرا من الافكار المنتشرة بخصوص المغناطيس منها القائلة بوجوب تغذية الحجر المغناطيسى ببرادة الحديد لكى يحتفظ بقوته ومنها ما ينسب الى باراسلسوس أنه كان يظن أن قوة المغناطيس يمكن أن تتضاعف عشر مرات اذا هو سخن الى درجة الاحمرا ثم نقع بعدئذ فى زي الزعفران وكان يقول بان الحجر حينئذ يشتد قوته بالطريقة التى يكون عندها قادرا على جذب مسمار بحائط وهذا غير حقيقى بل اوضح جيلبرت بان المغناطيس يفقد جزءا من قوته اذا ما تم تسخينه وبرهن جلبرت على ان الارض معناطيس عظيم حيث انه اذا تم تدليك كرة من الحديد لتصبح بدورها معناطيس نجد ان ابرة مغناطيسية ستسلك نفس السلوك اذا ما كانت حرة الحركة بجوار هذه الكرة الممغنطة فتتجه الى قطبى الكرة كما ان الابرة تتجه الى قطبى الارض ومن ثم ظهر الحقيقة على ان الارض نفسها مغناطيس كبير وكان رأيا جديدا لم يسبقه اليه أحد لقد كان القدماء يظنون أن انجذاب الابرة المغناطيسية يرجع الى وجود بعض جبال مغناطيسية فى الشمال او الى وجود نجم ما فى ذيل كوكبة الدب الاكبر التى هى مجموعة من 7 نجوم تبدو كأنها تدور فى السماء حول القطب الشمالى ولكن هذا الرأى انتهى واندثر وبهذا استطاع وليم جيلبرت ان يغير الكثير من المعتقدات والافكار بل واضاف اكتشاف عظيم وهى مغناطيسية الارض مما خلد ذكره فسيبقى جيلبرت ما بقيت حجارة المغناطيس تجذب اليها الحديد (الشاعر الانجليزى دريدن)) .
نقلا عن كتاب عجائب الفيزيقا لاحمد فهمى
تعليقات
إرسال تعليق