المرأة بين الشرق والغرب



                                             



ارسطو بعد طول حيرة وتأمل فى حد المرأة قال ان المرأة نصف رجل وهى فى مرتبة بين مرتبة السيد والعبد فهى ارقى قليلا من العبيد ولكنها لا ترتقى لمرتبة السادة الرجال فهى نصف رجل .

اما المسلمون فيرون ان المرأة بسبب تكوينها البيولوجى والفسيولوجى والسيكولوجى المختلف عن الرجل غيرمؤهلة الا لاعمال معينة فلا تستطيع المرأة ان تقود او ان تولى وذلك لعدم التوافق بين المؤهلات ومتطلبات هذا العمل لو قيمنا رؤية ارسطو للمرأة لنجد انها متوافقة مع فلسفته الهيراركية والتى ترى تدرج وتصاعد فى جميع الاشياء من الادنى الى الاعلى فكانت نظرته للمرأة غير بعيدة بل هى تطبيق لفلسفة ارسطو بصفة عامة كما انها نظرة توافق نظرة المجتمع اليونانى الدونية للمرأة .


ولا يختلف تقييمنا كثيرا فى حالة النظرة للمرأة فى المجتمع الاسلامى والتى هى ترجمة لفلسفة اكبر ومشكلة اعمق الا وهى مشكلة النقل والعقل فيثق المسلمون كثيرا فى النقل والذى نقصد به هنا .

النقل عن السلف سواء كان احاديث او اخبار او فتاوى او نص ولا يثقون فى العقل بل يستخدمون العقل فى خدمة النقل وليس العكس وتلك هى المشكلة ههنا فلا يشكك ههنا فى صحة الحديث من عدمه بل سيستخدم هذا العقل العربى لتبرير هذا الحديث فعلة عدم صلاح المرأة للولاية هنا .

هى ان الولاية لا تناسب او تلائم طبيعة المرأة وهذا هو ما سميناه بالتبرير لان علة عدم الجواز الحقيقية ههنا ان الرسول الكريم لا ينطق عن الهوى وان الناقلين اناس صاحبوا الرسول الكريم .

والذى اوصى الرسول الكريم باتباعهم !

مع ان القران الكريم لا يدعو الى الاتباع ولكن يدعو الى التفكر والتعقل والاخذ بالاسباب فقال تعالى

) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) صدق الله العظيم

وهكذا يستبرأون من تابعيهم وسيتمنى تابعيهم ان يتبرأوا منهم يوما ما .

وما يهمنا ههنا ان نتاول الجانب العقلى من التحريم وعدم جواز المرأة للولاية والذى كان علته عدم التوافق بين مؤهلات المرأة السيكولوجية والبيولوجية مع متطلبات العمل المناط من الوالى ونجدها علة متاهفتة بل فاسدة وذلك لامور عدة منها انه لم يذكر هذه المتطلبات ولم يذكر طبيعتها .

والتى تتغير من زمن لزمن وتتغير من شعب لشعب او من قوم لقوم ومن ثقافة لاخرى فنجد مثلا فى بعض المجتمعات البدائية من يقدسون المرأة بل ويولونها امور دنياهم

كما نجد ان عصرنا الحديث فى مأسسته لجميع القوى والعوامل المجتمعية لا يتطلب من الحاكم او الوالى غير ادارة وتنفيذ افكار المؤسسة التابع لها وليست افكاره وعواطفه الخاصة فيتطلب من الوالى او الحاكم او الادارى مهارات تنفيذية وليست مهارات عقلية او انفعالية معينة خاصة بتكوينه السيكولوجى او البيولوجى لان معظم القرارات المتخذه تكون مبنية على دراسات وارقام حسابية تقوم بها المؤسسة ككل وليس فرد بعينه !

كما اننا لو ناقشنا انواع وانماط الولاة بصفة عامة سنجد من يوصف بانه يحكم بعواطفه ونجد من يحكم بعقلة ونجد من يحكم بقوته وببطشه ونجد ايضا المعتدل بين هذا وذاك اذن فالولاية تحتلف حتى على حسب الشخص وليست لشىء فى ذاتها او انها تتطلب شخص بعينه دون غيره !!

واما المرأة وطبيعتها المختلفة عن الرجل بالتاكيد فارى ان للمرأة مميزات لا تجدها عن الرجل وكذلك الرجل حتى يكمل كل من هما الاخر وليس لكى يناطح بعضهم بعض امر الحكم والولاية ليست بالمناطحة بين رجل وامرأة ارى ان الحكم لن يكون سويا فى الاساس برجل بدون امرأة او امرأة بدون رجل فهما يتكلملان ولا يتناطحان الا فى الامم العنصرية كاليونان القديم مثلا .

واخيرا وليس باخر

الا تلاحظ يا اخى ان هذا امر من امور الدنيا وليس امر من امور الدين

فقال الرسول الكريم


"انتم ادرى بامور دنياكم فكيف يخوض الرسول الكريم فى امر من امور الدنيا الذى سبق وقال عنها اننا اعلم بها منه وانها خارجه عن رسالته !! "












تعليقات