
هاجم القران اليهود واعلن انها بدلت كتبها تبديلا وكانت اهم نقط الخلاف معهم فى بادىء الامر هى المجتمع الدينى المغلق الذى يرى ان الدين لاسرائيل فقط وليست ثمت انبياء سوى انبيائهم فلم يعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعترفوا بنبوة عيسى عليه السلام كما انهم حاربوا النبى فى بداية دعوته وكانوا ثانى اكبر اعداء الاسلام بعد قريش واذا نظرنا الى طبيعة اليهودية والاسلم نجد انهما يتفقان فى اشياء ويختلفان فى اشياء يتفقان فى ان كلا منهم دين وشريعة ويختلفان فى نظرية التوحيد اى النظرة الى اله واحد مطلق فكان ال اليهود يهوه الها محليا خاص ببنى اسرئيل ولكنهم كاز يعتقدا انه اكبر الالهة ثم تطورت فكرة الاله عندهم فاعتبروه الاله الوحيد وهم شعبه المختار ولا يوجد اله لباقى البشر وغيرهم من البشر ليسو بشرا على الحقيقة كما يختلف الاسلام واليهودية فى تجسيم اليهود للاله الواحد ونفى الاسلام التجسيم فخلق يهوه ادم ع شاكلته او صورته وقد هاجم المتكلمون طئفة المجسمة وشبهوهم باليهود كما فسر اليهود ظواهر الكون على انها خاضعة لقوة مادية تسيطر عليها ولا يستطيع العقل ان يتسامى الى كنهها اما الاسلام فقد ربط الظواهر الكونية فى وحدة فلسفية متسقة وحدد ميتافيزيقاه تحديدا كاملا ويختلف الاسلام مع اليهودية فى صورة الله فإله العهد القديم جبار منتقم يقتل الاطفال بغير رحمة ويتنزل من السماء ليحارب مع شعبه اعدائه وحين يغضب على بنى اسرائيل يتركهم الى اعدائهم و اذا رضى عنهم انتقم من اعدائهم اما عند الاسلام فالله حقا ان كان جبارا منتقم فهو ايضا رخمن رحيم وودود محب وتواب ولم يسلم موسى ايضا فموسى التوراة جبار عنيف يقتل ويقاتل اما قصة موسى فى القران فيها اجمل المعانى النفسية والروحية ومن العجب ان قصة موسى القرانية تلهم كثيرا من المعانى الصوفية الرقيقة فيقول الحلاج وهو احد كبار المتصوفة بعد ان قطعت قدماه وذراعاه ما قاله موسى فى ايات القران (وعجلت اليك ربى لترضى ) فجعله الاسلام روحا وجعله اليهود مادة جعله الاسلام نبيا انسانيا وجعله اليهود نبيا وصنما قاتلا سفاحا يقتل من يشاء ويذبح من يشاء ويخادع من يشاء هذه هى الاصول الاولى فى اختلاف الديانتين طبيعة ومنهج
نقلا عن كتاب نشأة الفلسفة الاسلامية على النشار
تعليقات
إرسال تعليق