تعريف العقل



                                              




العقل تعريفه يختلف باختلاف الفلسفاات واختلاف الثقافات فيعرفه ارسطو بمجموعة من المبادىء والمفاهيم الكلية والضرورية والتى توجد بالفطرة بالانسان .

ككون الكل اكبر من الجزء والمساويين لثالث متساويين وعدم اجتماع النقيضين وهكذا ولكن هذا لم يجيب ع السؤال الذى طالما طرحه الفلسفات اليونانية القديمة والاوروبية الحديثة وهى العلاقة التى تربط بين العقل والطبيعة ولما تتطابق قوانين العقل مع قوانين الطبيعة !

فظهر كانط الفيلسوف الالمانى الشهير ومن قبله ديكارت الذى وظف فكرة الله لتوضيح العلاقة التى تربط بين قوانين العقل وقوانين الطبيعة معللا بان الله لا يمكن ان يعطينا عقول مخادعة لا تتناسب مع قوانين الطبيعة .







اما كانط فكان تفسيره اكثر مناسبه لذلك فالعقل عند كانط هو مجموعة من القوالب التى تقولب معطيات الحس وذلك للتعامل معها وفهمها كالزمان والمكان مثلا فاصبح الاشياء المدركة من العقل ليست هى الاشياء نفسها فى الطبيعة ولكنها الاشياء كما يظهرها لنا العقل وفسر بذلك لماذا تتطابق القوانين العقلية مع قوانين الطبيعة كما انه رسم حدود لهذا العقل فالعقل لا يستطيع ان يعرف ما هى الاشياء التى يتعامل معها فى حقيقتها او ما يعرف بالشىء فى ذاته ولكننا ندرك الاشياء لذاتنا او بالنسبة لنا

رفض هيجل هذا التصور الكانطى للعقل وبدا له ان العقل يستطيع ان يدرك الاشياء فى ذاتها لان الموجودات جميعا لها سبب لوجودها ولها غاية والعقل يبحث عن سببها وغايتها لذلك يمكن للعقل ان يدرك حقيقة الاشياء ذاتها لا حقيقتها (النسبية) بالنسبة لنا .

وذهب لابعد من ذلك فالعقل عند هيجل عقل جدلى تطورى وليس عقل ساكن كعقل كانط وعقل ارسطو فالعقل فى حالة جدل مستمر وتطور كما ان الطبيعة فى حالة حركة مستمرة وتطور مستمر فهناك صيرورة تجمع ما بين العقل والطبيعة تهدف الى الوصول للحقيقة المطلقة والتى يتطابق فيها قوانين العقل مع قوانين الطبيعة وبذك اصبح العقل عند هيجل عقل متحرك له تاريخيته فربط العقل بالطبيعه كما ربطه بالتاريخ .


هذه من جهة اما من جهة اخرى فيرى علماء الانثرو بيولوجيا ان ليست ثمة عقل واحد لجميع البشر ولكن يروا ان هناك عقول فيميز احدهم بين عقليتان

عقليه منطقية وهى التى تفصل بين الذات العاقلة والموضوع وهى العقلية العلمية التى تؤمن بقدرة العقل (الذات) ع فهم الطبيعة (الموضوع )

والعقليه القبل منطقية والتى تدمج بين الذات والموضوع فيرى الشخص البدائى الذى يعيش فى الجماعات البدائية بانه جزء لا يتجزأ من الطبيعة لذلك فانه يشخص الطبيعة ويراها ع انها ذوات تعقل مثله ولعل هذا السبب فى تشخيصهم للشمس والقمر والرياح وعبادتهم لهم او محاكات الحيوانات التى تعيش بينهم فى سلوكياتهم .

ولعل اكثر التعريفات الجامعة لتعريف العقل هو تعريف معجم لالاند له فيفرق الاخير بين ما يسمى عقل سائد او عقل مكون برفع الواو وعقل فاعل او عقل مكون بكسر ما قبل الاخر فالعقل السائد هو بتبسيط ع قدر فهمى له مجموعة المفاهيم والمبادىء الراسخة فى الذهن وهى تختلف من زمن لزمن او من عصر لعصر وقد تختلف من شخص لشخص اماا العقل الفاعل هو العقل الذى يستنبط تلك المبادىء والمفاهيم للعقل السائد وهو واحد عند جميع البشر او هو الملكة التى بواسطها يعقل الانسان او هو ما يميز ما بين الانسان والحيوان والعقل السائد والفاعل غير منفصلين عن بعضهم البعض ولكنهم يعملان معا فلا يستغنى احدهما عن الاخر .......
لذلك قيل ان العقل هو فيزيا موضوع ما !

ويمكن تعريفه بهذا الصدد كما يلى :

ان العقل هو ما يستبطه العقل من مبادىء ومفاهيم مجردة من تفاعله مع موضوع ما وباختلاف المواضيع والثقافات وانماط العلاقات الاجتماعية من ثقافة لثقافة ومن بلد لبلد ومن عصر لعصر ....



يمكنكم الاستزادة من كتاب تكوين العقل العربى للجابرى .

تعليقات