علماء الإسكندرية الأقدمون






                                    


بداية نقص عليكم نشأة عروس البحر المتوسط الاسكندرية .......لما تغلب الاسكندر الاكبر على جيوش مصر قرر ان يشيد مدينة كبيرة تكون عاصمة لحكم مصر فسار بسفنه فى البحر المتوسط فى محاذاة الشاطىء الى ان وصل الى مكان رأه وفق الامكنة وانسبها لغرضه وكان مكان يافعا ضيقا من الارض يمتد على الشاطىء ومن ورائه بحيرة عظيمة ومن امامه جزيرة صغيرة وارسل على الفور فى طلب مهندسه دينوقراط وبالفعل خطت شوارع الاسكندرية ووضع رسوم لدورها وقصورها وحفرت القنوات التى تصل النيل بالبحيرة بالبحر ومن ثم تصبح البحيرة مأوى للسفن ثم وصلت الجزيرة بجسر يبلغ طوله الميل وبنى فوقها اول فنار فى الدنيا امر ان تكون اعلاه نارا لا تنطفىء ابدا لكى ترشد السفن ولا يخفى ان مصر وبعد فترة وقعت فى حوزة بطليموس الذى الذى اسس دولة البطالمة ويعد ملوك هذه الدولة وبحق من ناصرى العلم فاسس بطليموس الثانى مكتبة الاسكندرية وجعلها منارة للعلم والتعليم وظلت محتفظة بمكانتها لاكثر من ستمئة عام واحتوت المكتبة على مؤلفات الاغريق ومصنفاهم وحفظت من اللف والضياع فجاء بطليموس الثالث فجعل يرغم كل غريب يفد الى الاسكندرية ان يترك نسخة من كل كتاب يكون معه ثم ابنى متحفا كان بمثابة معهد يشبه الجامعات الحالية فكانت اول من رأى العالم من الجامعات بها مساكن للاساتذة ومرصد ومعمل للكيمياء وغرف للتشريح ونمت الجامعة وصارت كعبة يقصدها طلب العلم والفلسفة من جميع انحاء العالم ومن العلماء الذى اثمرتها هذه الحركة العلمية القديمة


ارسطرخوس

وكان أرسطرخوس (سنة 270 ق .م ) أول فلكى سكندرى قدر المسافة بين الشمس والارض بالنسبة لبعد الارض عن القمر فهو عرف ان القمر كرة مستديرة وأن اشكاله او اوجهه التى تراها العين انما يحدثها ضوء الشمس الساقط عليها وعلى جمل زوايا مختلف فراقبه وهلاله يكبر يوما بعد يوم الى ان بلغ بالضبط نصف دائرة وعين مقدار الزاوية التى رأسها عين الراصد وأحد ضلعيها ينتهى بمركز القمر والاخر بمركز الشمس فوجدها 87 درجة اى اقل من القائمة بثلاث درجات ثم رسم على الورق مثلث قائما واحدى زاويه الاخريين 87 درجة فرأس هذه الزاوية تعين موضع الارض ورأس القائمة تعين موقع القمر وتعين اصغرهم موضع الشمس وقاس أضلاع هذا المثلث فوجد ان الشمس تبعد عن الارض قدر بعد القمر عنها 18 او 19 مرة ولكنها فى الحقيقة قدرها اربعمائة مرة ولكن يجب ان نضع بالاعتبار ان هذا العالم العبقرى كان ينقه استخدام ادوات دقيقة وذلك لصعوبة معرفة اللحظة التى تكون القمر فيها نص دائرة لذلك يشيد رجال العلم بهذا الرجل وبعبقريته وجهوده العبقرية على الاقل من جهة نظرية فى تقديره لحجم الشمس وبعدها عن الارض ومن جهة اخرى قد وجد ارسطرخوس أنه يمكن ان يحيط بالافق الذى نراه سبعمائه وعشرين شمسا مثل شمسنا وهذا قريب جدا من الحقيقة وكان لارسطرخوس ارصاده المضنية وجهودة البديعة وان تكن تقديراته غير سليمة






اراتستين

وكان خازن دار الكتب بالاسكندرية توفى عام 196 ق.م كان أول من عين حجم الارض اذ كان القول بكرويتها معمولا به فى عهده وكان من عادته أن يسافر فى النيل على سفن شراعية فنلاحظ انه كلما اوغل السير فى اعالى النيل ظهرت له فى السماء نجووم جديدة ناحية الجنوب واختفت بالتدريج نجوم اخرى كان قد رأها فى الشمال فزاده اقناعا بأن الارض كالقمر كرة مستديرة وانه لو قدر له ان يذهب مع النيل الى الجنوب كان سيدور ويرجع عائدا من الاسكندرية من الشمال ولكن هل يلزم لكى نقيس محيط الارض ان نسيح حولها ؟ كلا بل يكفى قياس جزء من الدائرة لقياس الدائرة كلها فاذا ما قاس شخصا ارتفاع نجم جنوبى من نقطة ما ثم سار صوب الجنوب مسافة حتى بلغ نقطة أخرى وقاس منها ارتفاع النجم امكنه بوسائل رياضية ان يعلم ما اذا كانت المسافة التى سارها خطا مستقيما او قوسا فى دائرة واستطاع ان يوجد محيط هذة الدارة بتعيين مقاديير بعض الزوايا وفعلا سار اراتستين من الاسكندرية حتى بلغ شلال اسوان وقدر البعد بين الاسكندرية واسوان بتقدير الزمن الذى تستغرقه قافلة فى سافرها من الواحدة الى الاخرى فوجد انها حوالى 840 كيلو مترا ثم وجد ان الشمس عند منتصف النهار تكون فى أسوان أعلى منها فى الاسكندرية بمقدار 7 درجات تقريبا أى حوالى جزء من خمسين جزء من دائرة كاملة فاستنتج الرجل انه اذا وصل السير جنوبا مسافة قدر المسافة الى قطعها خمسين مرة يكون قد دار حول الارض دورة كاملة وبذلك يكون قد قطع مسافة 42 الف كيلو متر وبذلك لا يكون هذا العالم الاسكندرى قد ابتعد كثيرا عن الحقيقة فمحيط الارض الحقيقة 38الف كيلو متر ولو ادرك ان اسوان ليست فى الواقع جنوب الاسكندرية بالضبط بل انها تنحرف قليل نحو الشرق كان هذا الانحراف باعثا على ازدياد طول المسافة التى سارها وبالتالى المحيط وكانت خاتمة هذا الفلكى ففى اخر ايامه فقد بصره ففقد قوى الملاحظة وقد امضه هذا كثيرا فانتحر لان حياته اصبحت غير مجدية بدون بحث ودراسه





ابرخس

من 190 الى 125 ق . م ويعد هذا الرجل اعظم علماء الفلك فى التاريخ القديم فهو اول من قال بالحركة المستديرة التى تكون الارض بها فى المنتصف وحولها الكواكب وكان اول من كشف الظاهرة الفلكية المعرفة بمبادرة الاعتدالين والتى يطرأ فيها تغير طفيف على اتجاه محور الارض فيدور المحور على شكل دائرة من اعلى بشكل مخروطى مما لا يجعل من النجم القطبى الحالى نجما يدل على القطب ويدل الحساب على ان النجم المسمى النسر الواقع الموجود فى شمال القبة السماوية سيكون نجمنا القطبى بعد 12 الف عام على ان اقدم النجوم القطبية التى حدثنا التاريخ عنها هو نجم الثعبان ومما لاشك فيه ان هذا النجم كان نجما يدل على القطب اثناء بناء الاهرامات فبالهرم الاكبر بهو مائل يتجه الى نقطة تحت القطب بمقدار ثلاث درجات واثنتين واربعين درجة واذن يلزمنا ان نبحث عن التاريخ الذى كان فيه نجم الثعبان هذا يبعد عن القطب بهذا المقدار اذا اردنا تحديد تاريخ بناء الاهرمات ويدل الحساب على انه كان (الثعبان ) اقرب ما يمكن من القطب حوالى سنة 2800 ق .م ومن الغريب ان البيانات التاريخية تدل على ان الهرم الكبر بنى فى اريخ قريب من سنة 2800






بطليموس القلوذى

وظهر حوالى القرن الثانى قبل الميلاد والف كتاب المجسطى الذى ظل مرجعا لعلماء الفلك الى وقت قريب نسبيا والفكرة الاساسية فى هذا الكتاب ان الارض كرة تدور حولها الاجرام السماوية وان اقرب ااجرام السماوية اليها القمر ويليه عطارد فالزهرة فالشمس فالمريخ فالمشترى فزحل فالنجوم الثوابت ويلى بطليموس العديد من العلماء الافذاذ التى اثمرتها الحركة العلمية بالاسكندرية مثل تسبيوس وايرون وغيرهم الا ان مع انقضاء الامبراطورية الرومانية توقفت هذه الحركة وضاعت الكثير من الكتب بالحرق والتلف وساد العالم ظلام دام الكثير من السنوات الى ان جاؤا العرب ليوقظوا من جديد الحركة العلمية فى القرون الوسطى ........


نقلا عن كتاب عجائب الفيزيقا احمد فهمى ابو الخير

تعليقات