يضطر الانسان احيانا كثيرة الى الكذب على الاخريين مدفوعا من قبل الكثير من العوامل والاسباب مثل ان يخرج من مأزق اوقع نفسه به او ان يحاول ان يظهر بشكل افضل مما هو عليه بالفعل ...نعم أشياء قد تحدث ولكن هل يمكن ان يمارس الانسان الكذب حتى على نفسه ؟!
الواقع اننا نمارس الكذب على انفسنا أكثر مما نمارسه ع الاخريين فيم يعرف ب(خداع الذات) سواء ادركنا ذلك او لم نشعر به ..كثيرا ما نضطر الى الهروب من حقيقتنا او حتى واقعنا لانه يسبب لنا الكثير من الألم فتمارس انفسنا ميكانيزمات دفاعية كالتركيب الناقص (كان يسببلك شخص الكثير من الألم فتكره فى حقيقة امرك ولكن تخدع نفسك بحبه او ان تحب شخص لا يهتم بك فتخدع نفسك بكرهه !) او الكبت او النكوص او التبرير (وهو اوضح انواع الكذب ع النفس ) حتى نستعيد التوازن الذى اخل به هذا الالم ....
احمد ذكى او (ابراهيم ) ههنا افضل مثال للانسان فى الهروب من الواقع وخداعه للذات وذلك لانه لا يستطيع ان يواجه حقيقة انه ابن لحانوتى وخادمة للمنازل والتى تسبب له الكثير من الالم والشعور بالنقص فيضطر ان يرسم لنفسه صورة يكون فيها الانسان اللبق والمثقف والوجيه اجتماعيا صورة يرتضيها المجتمع ويرتضيها هو نفسه ويحاول بقدر الامكان ان يصدقها هو قبل غيره ....
جميعنا نواجه اشياء او قل صراعات مشابهة ولكن هل نتعامل معها كالعادة بالهروب وخداع الذات ؟ هذا ما فطن اليه ابو (خيرية ) حين اصطدم هو نفسه بين الهوة والتناقض الذى يدعو للغيثان بين ما يدعو اليه فى رواياته من انعدام الفوارق الاجتماعية فى الحب وبين ما شعر به اول مرة حين علم بحقيقة (ابراهيم) ربيب الترابى واحواش الميتين والذى تحبه ابنته (خيرية ) ربيبة الاديب الكبير والقصور ...والتى بدورها لم تستطع تحمل حقيقة ارتباطها ب(ابراهيم ) الترابى وخدعت نفسها وبررت لنفسها قبل ابراهيم انها ارتبطت واعجبت بابراهيم أخر لتذهب بلا رجعة ....

الجميع يمارس خداع الذات بشكل او بأخر ويهرب من الحقيقة التى تسبب له الم ...قد تلوم (خيرية ) او (ابيها) على هذا التناقض الصارخ بين ما يقولوا وما يفعلوا ولكننى الوم كل اللوم (ابراهيم ) فهو اكثرهم تناقض واوجبهم ع مصارحة الذات وذلك لانه اقربهم لحقيقته وهى حقيقة كل انسان فيوارى كل يوم اجساد مثل اجساده فى التراب وبالرغم من هذه الحقيقة الفجة (وهى انه ميت لا محالة مثل ما يدفنهم ) الذى يعيشها الا انه يكبتها ببدلته الذى يرتديها وصورته التى يرسمها والذى لا يعتبرها كذب ولكن يبررها ليصفها مرة بالتجمل او ان يعلق خطأه بعدم مصارحة الغير بحقيقته على غيره (المجتمع ) الذى اضطره ع الكذب !
الحقيقة ان الموت هو اكثر الحقائق الذى يهرب منها الانسان ويحاول ان يتناساه كل يوم ولولا خداعنا لانفسنا وتجملنا ما كنت رأيت كل هذا التناقض الذى نعيشه فى حياتنا ............................. تحية خاصة لاديبنا الكبير احسان عبد القدوس ....
تعليقات
إرسال تعليق