من أكثر المشاهد الكوميدية اللى ممكن تشوفها فى حياتك
مشهد (الشيخ حسنى ) وهو سايق الموتوسيكل الجديد بتاع ( سليمان) وحاطط ديل الجلابية
بتاعته فى بقه ومجرى ( السوق ) كله قدامه فى مشهد جمع ما بين صراخ الاهالى والضحك
الهستيرى ................... بدو ان
الشيخ حسنى لا يرتضى ان يعيش اعمى وقد وُلد بصيرا ......
اتجهت مصر بعد حروب (النكسة /اكتوبر) - رغما عنها او باختيارها - لسياسة اقتصاية جديدة فيم يعرف ب (الانفتاح
الاقتصادى ) كما اتجهت معظم الدول النامية
لهذه السياسة اما لضغوط خارجية مارستها الدول الاستعمارية الكبرى لفتح
اسواق هذه الدول (الفقيرة) لمنتجاتها او لضغوط داخلية ومطالب اجتماعية تنادى
بالتنمية والتعليم والصحة مما جعلها تقع فى فخ الديون باهضة الفائدة ومن ثم اشتراط
تنفيذ برامج اقتصادية وتجارية لسدادها تخدم
الخارج اكثر من الداخل كما ساعد ع تنفيذها وجود ( نخب حاكمة )على درجة قليلة من
الكفاءة وع درجة كبيرة من (الاستبداد) بالقرار
... السياسة الاقتصادية دى (الاعتماد ع
السوق وتراجع دور الدولة فى التخطيط للتنمية ) خرجت مصر من ع طريق التنمية الصحيح
واثرت بالسلب ع الصناعة والتجارة والزراعة والتعليم والصحة وزودت البطالة وفى ظل زيادة
غير مسبوقة فى اعداد السكان مع تراجع فى مستوى الدخل القومى للافراد ازدادت نسبة ( الفقر) والمرض ومشكلات
اجتماعية اخرى وذلك فى السبعينيات
والثمانينات والتسعينات حتى العقد الاول
من الالفية الجديدة ...لذلك يمكن القول ان (الفقر ) كظاهرة اجتماعية اقترنت ب(الاستبداد
بالقرار) وعدم المشاركة فى صناعته ....!
العلاقة بين (الفقر والاستبداد) هى الفكرة الجوهرية اللى
ناقشها فيلم الكت كات فى رمزيات امتزجت بواقع اجتماعى قاتم تقدمه (نماذج شخصيات ) ناقشت الوضع الاجتماعى فى
فترة تسعينيات القرن الماضى باسلوب كوميدى ساخر وهنا تكمن عبقرية العمل ... حيث
امتزجت الواقعية بالخيال والافراط فى الترميز وامتزجت التراجيديا بالكوميديا ...
(الاستبداد ) السياسى بالقرار نجده مشفر فى كافة الاحداث وع كافة المستويات فمثلا تجد عمى (الشيخ حسنى ) لا يمنعه ان يركب (الفيزبة ) الجديدة لسليمان ويأخذ جولته الاولى فى (السوق) لتضرب الفوضى والهلع فى المكان .. ولا يبعد كثيرا هذا عن عمى( النخبة الحاكمة) المستبدة بالقرار التى قادتنا الى فوضى اقتصاديات (السوق ) والتى ما زلنا نعانى منها حتى هذه اللحظة !
كما ان عمى (الشيخ حسنى ) نفسه ما هو الا تجسيد لنزع الارادة (وعدم مشاركة المواطن فى صناعة القرار ) فالاعمى يحتاج لمن يوجهه ! كما انه غير مؤهل للقيادة وهكذا تم ترميز الاستبداد بالظلام والعمى وبالرغم من هذا تجده (الشيخ حسنى ) يطوق طيلة الاحداث للقيادة ايا كان نوعها فلا يرتضى الشيخ حسنى ان يعيش اعمى وقد خلقه الله بصيرا ....
(سلب الارادة) وعدم مشاركة الفئات المهمشة فى صناعة القرار ومع الظروف الصعبة يُفقد اهالى الكت كات كرامتهم كانسان ميزه الله بالحرية ويفقدهم الامل فى حياة كريمة او مستقبل جيد فيجد جميع اهالى الكت كات وكبيرهم فى هذا الصدد (الشيخ حسنى ) ملاذهم الاخير فى (الحشيش) للهروب من الواقع البائس كما تجد فيه الحكومة مخدر لجسد شعب نخر فى جسده الفقر والمرض لذلك كان (الهرم) من الشخصيات المحورية فى عملنا هذا .
(عدم المشاركة فى صنع القرار) يُفقد (سليمان ) وهو مواطن يمشى جنب الحيط وكذلك (الاسطى حسن) المنفصل عن الواقع هيبتهم كرجال امام زوجاتهم مما يجعل
من انتشار الخيانة الزوجية وهروب (روايح) من سليمان شىء له مبرر ....
نسج خيوط للاحداث مثل نزوع الشباب العاطل (يوسف) للسفر... انتشار زيجات الخليج فى الفترة دى (فاطمة ) ولما لا ؟ اسعار زهيدة للزواج بالنسبة للخليجى وفرصة لأسرة معدمة للتخلص من احد الافواة المفتوحة او لتحسين احوالهم حتى ولو مؤقتا فتصبح (فاطمة ) فى نظر نفسها لحما رخيصا او جارية تباع وتشترى فى سوق للنخاسة ....ويموت الشيخ (مجاهد ) واللى بدوره كان يلوم (الشيخ حسنى) ع بيعه البيت (واظن انها اشارة للقومية العربية والتى انتهت قبل ان تبدأ بموت عبد الناصر ومعاهدة السلام ) ليرد عليه الشيخ حسنى ( الحكاية مش حكاية البيت المشكلة مشكلة الناس اللى عايشة وعاوزة تعيش ...) .... وقد فارق الاول الحياة .
وهكذا تجتمع جميع هذه الخيوط فى عزاء الشيخ (مجاهد) بعد ان شرب الشيخ حسنى مع المقرىء كوب من الينسون باكثر من 10 ملاعق من السكر لينسى المختص بالماكروفون غلقه ولينطلق لسان الشيخ حسنى بصوت مجلجل (عشر معالق سكر بقا ) بجميع احوال واخبار الحارة (من كل اصناف المشكلات الاجتماعية ) فى اجمل مشاهد الفضائح ع الاطلاق والتى لم تخفى ع شخص (اعمى) فما بالك بالبصير !
عظمة الشيخ حسنى لا تكمن فى فهمه للامور التى تجرى من حوله ووعيه بابعادها رغم عماه ولكن الحقيقة انها تكمن انه برغم ضرره وظروفه الصعبة تجده يعيش ويطوق الى الحياة وكأنه يقول فى قرارة نفسه انه لا يزال موجود فتجده تارة يقود (فيزبة ) وتجده تاره اخرى يقود اعمى فى الطريق وتارة يصحبه الى السينما ويشرح له احداث الفيلم من نسيج خياله بل ينزل به الى النيل ليقوده ايضا فى نزهة بالفالوكة ! الى ان يكتشف صديقه الاعمى حقيقة امره فينهار ضحكا .. عظمة الشيخ حسنى تكمن فى معاندته للواقع الذى يحول بينه وبين رغبته الجامحة فى (القيادة ) / ( المشاركة فى صنع القرار) او قل الحرية ليجد فى الخيال ملاذا وليمسك عوده و (يركب )حصان خياله ويعزف مقطوعته الخالدة وكانه بيدل لسانه للظروف ويغنى ويقول فى كلمات يسيرة ما يود هذا العمل العبقرى تقديمه ....
اسمع يا سيدى
(الاستبداد ) السياسى بالقرار نجده مشفر فى كافة الاحداث وع كافة المستويات فمثلا تجد عمى (الشيخ حسنى ) لا يمنعه ان يركب (الفيزبة ) الجديدة لسليمان ويأخذ جولته الاولى فى (السوق) لتضرب الفوضى والهلع فى المكان .. ولا يبعد كثيرا هذا عن عمى( النخبة الحاكمة) المستبدة بالقرار التى قادتنا الى فوضى اقتصاديات (السوق ) والتى ما زلنا نعانى منها حتى هذه اللحظة !
كما ان عمى (الشيخ حسنى ) نفسه ما هو الا تجسيد لنزع الارادة (وعدم مشاركة المواطن فى صناعة القرار ) فالاعمى يحتاج لمن يوجهه ! كما انه غير مؤهل للقيادة وهكذا تم ترميز الاستبداد بالظلام والعمى وبالرغم من هذا تجده (الشيخ حسنى ) يطوق طيلة الاحداث للقيادة ايا كان نوعها فلا يرتضى الشيخ حسنى ان يعيش اعمى وقد خلقه الله بصيرا ....
(سلب الارادة) وعدم مشاركة الفئات المهمشة فى صناعة القرار ومع الظروف الصعبة يُفقد اهالى الكت كات كرامتهم كانسان ميزه الله بالحرية ويفقدهم الامل فى حياة كريمة او مستقبل جيد فيجد جميع اهالى الكت كات وكبيرهم فى هذا الصدد (الشيخ حسنى ) ملاذهم الاخير فى (الحشيش) للهروب من الواقع البائس كما تجد فيه الحكومة مخدر لجسد شعب نخر فى جسده الفقر والمرض لذلك كان (الهرم) من الشخصيات المحورية فى عملنا هذا .
(عدم المشاركة فى صنع القرار) يُفقد (سليمان ) وهو مواطن يمشى جنب الحيط وكذلك (الاسطى حسن) المنفصل عن الواقع هيبتهم كرجال امام زوجاتهم مما يجعل
من انتشار الخيانة الزوجية وهروب (روايح) من سليمان شىء له مبرر ....
نسج خيوط للاحداث مثل نزوع الشباب العاطل (يوسف) للسفر... انتشار زيجات الخليج فى الفترة دى (فاطمة ) ولما لا ؟ اسعار زهيدة للزواج بالنسبة للخليجى وفرصة لأسرة معدمة للتخلص من احد الافواة المفتوحة او لتحسين احوالهم حتى ولو مؤقتا فتصبح (فاطمة ) فى نظر نفسها لحما رخيصا او جارية تباع وتشترى فى سوق للنخاسة ....ويموت الشيخ (مجاهد ) واللى بدوره كان يلوم (الشيخ حسنى) ع بيعه البيت (واظن انها اشارة للقومية العربية والتى انتهت قبل ان تبدأ بموت عبد الناصر ومعاهدة السلام ) ليرد عليه الشيخ حسنى ( الحكاية مش حكاية البيت المشكلة مشكلة الناس اللى عايشة وعاوزة تعيش ...) .... وقد فارق الاول الحياة .
وهكذا تجتمع جميع هذه الخيوط فى عزاء الشيخ (مجاهد) بعد ان شرب الشيخ حسنى مع المقرىء كوب من الينسون باكثر من 10 ملاعق من السكر لينسى المختص بالماكروفون غلقه ولينطلق لسان الشيخ حسنى بصوت مجلجل (عشر معالق سكر بقا ) بجميع احوال واخبار الحارة (من كل اصناف المشكلات الاجتماعية ) فى اجمل مشاهد الفضائح ع الاطلاق والتى لم تخفى ع شخص (اعمى) فما بالك بالبصير !
عظمة الشيخ حسنى لا تكمن فى فهمه للامور التى تجرى من حوله ووعيه بابعادها رغم عماه ولكن الحقيقة انها تكمن انه برغم ضرره وظروفه الصعبة تجده يعيش ويطوق الى الحياة وكأنه يقول فى قرارة نفسه انه لا يزال موجود فتجده تارة يقود (فيزبة ) وتجده تاره اخرى يقود اعمى فى الطريق وتارة يصحبه الى السينما ويشرح له احداث الفيلم من نسيج خياله بل ينزل به الى النيل ليقوده ايضا فى نزهة بالفالوكة ! الى ان يكتشف صديقه الاعمى حقيقة امره فينهار ضحكا .. عظمة الشيخ حسنى تكمن فى معاندته للواقع الذى يحول بينه وبين رغبته الجامحة فى (القيادة ) / ( المشاركة فى صنع القرار) او قل الحرية ليجد فى الخيال ملاذا وليمسك عوده و (يركب )حصان خياله ويعزف مقطوعته الخالدة وكانه بيدل لسانه للظروف ويغنى ويقول فى كلمات يسيرة ما يود هذا العمل العبقرى تقديمه ....
اسمع يا سيدى
تعليقات
إرسال تعليق