اولا يجب علينا ان نميز بين الحقيقة العلمية والمفهوم والقانون والمبدأ والتعميم واخيرا النظرية العلمية ....
الحقيقة العلمية هو الظواهر التى نشاهدها بالحس ولا تقبل اى نوع من الشك اوالتأويل كأن نقول أن الماء يغلى عند درجة 100 مئوية وأن الحديد يتمدد والخ ....
اما المفهوم العلمى فهو لفظ يطلق ع أشياء فى الواقع المحسوس ويُشتق مفهوم مثل مفهوم الطيور ب أن نجرد تلك المجموعة من الكائنات الحية من الصفات الخاصة ونحاول ان تستننج اكثر الصفات عمومية واشتراك بها لنصفها ونحددها تحديدا دقيق
فالذى يجمع بين الطيور أن جميعها يغطيها الريش وتطيروبذلك فالطيور هى الكائنات التى تطير ويغطيها الريش ...
والعلاقة بين الحقيقة والمفهوم أن المفهوم يحاول ان يجمع بين مجموعة من الشواهد والحقائق ....
اما القانون فهو وصف رياضى لظاهرة من خلال تحديد المتغيرات (المفاهيم) او العوامل التى تشترك فى هذه الظاهرة وإعطائها تقديرات كمية ومن ثم وصف العلاقة بين هذه الكميات او المتغيرات وصف رياضى ...
فهناك على سبيل المثال ظاهرة مرور التيار الكهربى فى موصل و التى تملك عدة متغيرات وعوامل تؤثر على هذه الظاهر وهى شدة التيار والمقاومة وفرق الجهد الكهربى بين طرفى الموصل ولو اننا قمنا بتكميم هذه المتغيرات وإعطائهم قيم رياضية وحوالنا الربط بينهم لأنتج لنا قانون اوم وهو ان شدة التيار الكهربى تساوى فرق الجهد مقسوم ع المقاومة ....
فالقانون الرياضى ما هو الا وصف رياضى للعلاقة التى تربط بين عدة متغيرات فى ظاهرة ما .....
ويحتوى القانون الرياضى ع حقائق ومفاهيم وهناك قوانين يثبت خطئها وذلك بسبب عدم الدقة فى القياس او لوجود عوامل أخرى غير معروفة وصعبه الرصد .....
اما المبدأ فهو قاعدة عامة تربط بين عده قوانين فيزيائية او علمية وهو أكثر تجريدا من القوانين وأكثر عمومية منه لتلخيصه مجموعة قوانين تحت مبدأ عام وهو أقل تصديقا وأكثر عرضة للخطأ وكذلك التعميم وهو يحاول ان يجمع بين مجموعة من المبادىء العلمية يلخصها فهو اكثر تجريدا وبعدا عن المحسوس من القانون والمبدأ وأقل تصديقا وأكثر عرضة للخطأ
وفى ذلك يقال ان كل التعميمات خطيرة بما فى ذلك هذا التعميم !
وأخيرا تاتى النظرية العلمية التى تحاول أن تجمع كل القوانين والحقائق والمبادىء والتعميمات التى توصل لها علم ما فى فترة زمنية معينة فى اطار واحد شامل يمكن رؤية جميع الانجازات من خلالها وهذه الرؤية الشاملة تتميز بمستوى عالى من التجريد والبعد عن المحسوس وتتميز بعموميتها الشديدة وشموليتها ولذلك عدم القدرة ع التأكد منها تجريبيا فالنظريات العلمية ما هى الا فروض تحاول ان تفسر ما تم انجازه او تحاول ان ترى جميع منجزات العلم فى اطار كلى شامل ويقول كارل بوبر فيلسوف العلم فى هذا الصدد ان النظرية العلمية فرض لا يمكن التأكد منه ولكن قد تظهر عدة شواهد تنفى وتثبت خطأ نظرية ما وهكذا يمكن القول بأن النظرية النسبية صحيحة الى ان يثبت لنا العكس فقد تظهر أشياء تهدم هذه النظرية من أساسها .....
و مثال ذلك نظرية بطليموس التى كانت تقول بمركزية الارض كانت صحيحة ولها قدرة كبير ع التنبؤ لفترة زمنية كبيرة الى ان ظهر لنا شواهد تثبت استحالة مركزية الارض وبذلك ظهرت فروض اخرى ونظريات اخرى تقول بمركزية الشمس فى النموذج الكوبرنيكوسى وهككذا تبقى صحيحة الى ان يثبت لنا العكس وبذلك ايضا يكون قد وضحنا انه ثمة فرق كبير بين الحقائق العلمية والتى لا تقبل التشكيك لارتباطها بالمحسوس بالحواس والنظريات العلمية التجريدية والتى لا يمكن اثبات صحتها لانها لا تقبل التجريب ولكن يمكن رفضها اذا فقدت قدرتها ع التفسير والتنبؤ .....
تعليقات
إرسال تعليق