الخوف من الموت وعلاجه

قام مسكويه بوصف أهم أنواع الرذائل والأمراض النفسية ومنها الخوف من الموت والحزن وطرق علاجها : 
اما الخوف من الموت 
فيحلل مسكويه سباب خوف الناس من الموت ويذكر الاسباب التالية :
١-  عدم معرفة حقيقة الموت .
٢-  عدم معرفة أين تصير النفس بعد الموت .
٣- الظن بأن البدن إذا انحل تركيبه انحلت ذاته وبطلت نفسه بطلان عدم ودثور وأن العالم سيبقى موجودا وهو غير موجود فيه .
٤- الظن بأن للموت ألم عظيم غير ألم الأمراض التى ربما تقدمته وادت إليه .
٥- الحيرة وعدم معرفة ع أى شىء يقدم بعد الموت . 
٦- الأسف على ما يخلفه من مقتنيات ومال .
وكل هذه الاسباب ظنون باطلة لا حقيقة لها أى أنها ترجع الى الجهل وعلاجها يتم بمعرفة الحقيقة عن كل هذه الامور السابقة المتعلقة بالموت .
       فأما من جهل حقيقة الموت فالموت ليس بشىء اكثر من ترك النفس استعمال البدن  وأما من خاف الموت لأنه لا يعلم الى أين تصير نفسه او لظنه بأن البدن إذا انحل وبطل تركيبه إنحلت وبطلت معه ذاته وجهل بقاء النفس وكيفية المعاد فليس يخاف الموت على الحقيقة وإنما يجهل ما ينبغى أن يعلمه فالجهل إذا هو المخوف إذ هو سبب الخوف والخلاص من هذا الجهل هو العلم بأن النفس جوهر إلهى شريف إذا تخلص من الجوهر الكثيف الجسمانى فقد سعد وعاد إلى ملكوته وقرب من بارئه وفاز بجوار رب العالمين وخالط الأرواح الطيبة من أشكاله وأشباهه وأما من ظن أن للموت ألم عظيم غير ألم الأمراض التى ربما اتفق أن تتقدم الموت وتؤدى اليه فعلاجه ان نبين له ان هذا ظن كاذب لان الألم إنما يكون للحى والحى هو القابل أثر النفس وأما الجسم الذى ليس به أثر النفس فانه لا يألم ولا يحس فاذا الموت التى هو مفارقة النفس للبدن لا ألم له وأما من خاف الموت لأجل العقاب الذى يوعد به بعد الموت فينبغى ان نبين له انه لا يخاف الموت ولكن يخاف العقاب والعقاب إنما يكون على شىء باق بعد البدن الداثر فهو إذن خائف من ذنوبه لا الموت ومن خاف عقوبة ع ذنب فالواجب عليه أن يحذر هذا الذنب ويتجنبه وأما من خاف الموت بسبب جهله على ما يقدم عليه بعد الموت فإن سبب هذا الخوف هو الجهل وعلاجه ان يعلم ويتعلم السلوك  المستقيم الموصل الى السعادة الأبدية وأما من يحزن ع ما فاته من ملاذ الدنيا فان ملاذ الدنيا غير باقية وزائلة لا محالة كما أنها تاتى بالهم والحزن الكبير .
ويتبين أن السبب الرئيسى للخوف من الموت هو الجهل وأن علاج هذا الخوف هو العلم 
من كتاب الدراسات النفسانية عند علماء الملسمين 
محمد عثمان نجاتى

تعليقات