
ضاع حمار جحا فكان يـنـادي فـي الأسـواق: مـن يـجـد لـي حـمـاري أعـطـه حمارين فقيل له: كيف تعطي حمارين بحمار?.. فقال انتم لا تعـرفـون لـذة وجدان الضائع !كان أمير البلد يزعم انه شاعر وما أكثر الذين نافقوه حتى صدق أنه شاعر الشعراء... وحدث أن أنشد ذات يوم قصيدة فهلل المنافقون وشرعوا يتلمسون أوجه البيان والإعجاز فيها بينما ظل جحا صامتا فسأله الأمير: ألم تعجبك?... أليست بليغة فقال جحا: ليست بها رائحة البلاغة فثارت ثائرة المناافقين حتى غضب الأمير فـأمـر بـحـبـسـه فـي الإسـطـبـل فـمـكـث محبوسا مدة شهر. وفي يوم آخر نظم الأمر قصيدة وأنشدها وكان جحا حاضرا فقام مسرعا فبادره الأمير: إلى أين يا هذا? فقال: إلى الإسطبل يا مولاي الأمير !ادعى جحا أنه ولي من أولياء اللـه فقالوا له ما كرامتك فأجاب إني أعرف ما في قلوبكم قالوا: قـل فـقـال: إن فـي قـلـوبـكـم كـلـكـم أنـي كـذاب قـالـوا صدقت !أهدى فلاح لجحا أرنبا صغيرا فأكرمه جحا وانحرف الفلاح شاكرا له إكرامه وفي اليوم التالي جاءه قرويان وانتظرا ضيافته فسألهـمـا: مـن أنتما? فقالا إننا جاران لصاحب الأرنب فأكرمهما وخرجا شاكريـن وفـي ثالث يوم جاءه جماعة من القرويين فسألهم عن شأنهم فقالوا: نحن جيران جيران صاحب الأرنب: فدخل إلى بيته واخرج لهم ماء ساخنا وقدمه لهم
فقالوا له: ما هذا? فقال جـحـا: هـذا مـرق مـرق الأرنـب يـا جـيـران جـيـران صاحب الأرنب !
حينما باع خلخال زوجته وذهب يشترى به حمارا فقابله رجل نحس سأله عن سبب ذهابه إلى السوق فقال لاشتري حمارا فقال الرجل قل إن شاء اللـه يا جحا برغم أنه يعرف أن جحا رجل صالح يؤمن بمشيئة اللــه وقدرته لكن سماجته أغاظت جحا فقال: ولماذا تشترك علي هذا الشرط والنقود في جيبي والحمير في السوق ومضى جحا إلى السوق فسرقت نقوده وفي عودته مر في الطريق على ذلك الرجـل الـنـحـس الـذي ابـتـدره قائلا: من أين أنت قادم يا جحا? فأجابه مغضبا: من السوق إن شاء اللـه وسرقت النقود إن شاء اللـه ولعن اللـه أباك وأمك إن شاء اللـه.حدث أن جحا كان مدينا ذات مرة فـرفـع أمـره إلـى الحـاكـم-وكـان يـحـمـل لجحا كل بغض وسوء لأنه كان دائما يكشف للناس قبائحه ويفضح مظالمه ويحرضهم عليه-فانتهزها الحاكم الأحمق وأراد أن يشفي غليلـه مـن جـحـا منتهزا عدم وجود مال عنده فحكم بأن يحمل على بغلة وأن يطاف به في شوارع البلدة ومن ورائه الصبيان يصيحون: هذا هو الذي ماطل الدائنين ولم يدفع حقوق الناس. وخرج لتنفيذ الحكم وآخر النهار انتهـى إلـى داره فنزل وانفض الصبيان والناس لشأنهم ثم تقدم إليه المكاري صاحب البغلة يقول لجحا-:
- أين أجر البغلة يا سيدنا الشيخ?
فقال جحا: أجر البغلة?.. إلا يا تعس الأغبياء ويا لتعس العقلاء أيضا وفيم إذن أيها الأحمـق كـنـا نـصـيـح طـوال الـيـوم?.. ولمـاذا كـان هـذا المـوكـب العظيم !زع شخصان وذهبا إلى جحا-وكان قاضيا-فقال المدعي: لقد كان هذا الرجل يحمل حـمـلا ثـقـيـلا فـوقـع مـن فـوق عـاتـقـه فطلب إلي أن أعاونه فسألته عما يدفعه لي من أجر علـى ذلـك فـقـال: لا شيء.. فرضيت بها وحملته حمله وأنا الآن أريد أن يدفع لي الـ »لا شيء.« فقال جحا: دعواك صحيحة يا بني اقترب مني وارفع هذا الكتاب فرفع المدعي الكتاب فقال له جحا ماذا وجدت تحته?.. قال: لا شيء فقال لـه جحا: فخذها وانصرف


تعليقات
إرسال تعليق