دق سائل باب جحا فقال: من أنت? قال السائل: انزل فنـزل جـحـا فقال السائل: اعطني شيئا للـه فقال جحا: تعال معي فذهب وراءه حتـى طلع على السطح وقال له: اللـه يعـطـيـك. فـقـال الـسـائـل: لـم لـم تـقـل هـذا الكلام وأنا أمام الباب فقال له جحا: ولم لم تطلب الإحسان وأنا فوق !
أخذ جحا من جاره »حلة« كبيرة وطبخ فيها ثم وضع داخلها »حلة« صغيرة وأعطاه إياها فقال له: ما هذا يا جحا?.. قال: هي بنت »حلـتـك« ولـدتـهـا عندي ثم طلبها مرة ثانية وخبأها فقال له جاره: أين »الحلة« قال: مـاتـت وهي تلد فقال له: هل تموت »الحلة« فقال جحا: وهل تلد »الحـلـة?« الـذي يأخذ المكسب يتحمل الخسارة يا صديقي!
ذهب جحا إلى بقال واشترى بعشرة قروش زيتا: وكانت معه غضارة )أي وعاء له قاعدة خاصة( فامتلأت الغضارة فقال الـبـقـال: قـد بـقـي لـك بعض الزيت ففي أي شيء تأخذه? فقلب الغضارة وقـال: فـي هـذه وأشـار إلى كعبها فصب البقال في ذلك الكعب فأخذه جحا ومضى فلقيه رجل فقال: بكم اشتريت هذا الزيت?.. فقال بعشرة قروش فقال الـرجـل: أهـذا القدر فقط? فقلبها جحا وقال: وهذا أيضا... !!
كان جحا ماشيا ومعه سيف وبندقية: فقابله رجل في الطريق: وبيده هراوة فسلبه كل شيء وأخذ حماره وثيابه فرجع إلى البلد على هذه الحال فقيل له ما هذا يا جحا? فقص القصة من أولها إلى آخرها: فقيل له: يا جحا هل يسلب ماش بيده هراوة راكبا معه سيف وبندقية?.. فأجابه بأن إحدى يدي كانت مشغولة بالسيف والأخرى مشغولـة بـالـبـنـدقـيـة فـهـل كـنـت أضـربـ بأسناني وهو يسلبني?.. لكنى أحرقت قلبه كما أحرق قلبي فقيل له: ماذا عملت? وكيف أحرقت قلبه?.. قال: انه بعد أن صار بعيدا مني بمسافة ميل شتمته شتما شديدا وما تركت شتما في الدنيا إلا قلته?
جاء أحد الثقلاء يطلب من جحا أن يعيره حماره لقضاء بعض مصالحه وحمار جحا عزيز على نفسه ويعلم أن هذا الثـقـيـل سـيـنـهـال حـتـمـا عـلـى الحمار وصاحبه سبا ولعنا وشتما وضربا إذا ما ناء بحمله أو توقف خطوة على الطريق فاعتذر جحا بأن أحد الأصحاب قد سبقه فاستعار الحمـار لبعض مصالحه ولم يجد الرجل مفرا من قبول العذر وقبيل انصرافه نهق الحمار داخل الدار فغضب الرجل وقال لجحـا فـي لـهـجـة سـاخـرة: كـيـف تقول يا جحا إن الحمار غير موجود وهو ينهق داخل الدار? فرأى جحا أن ينصف نفسه من سماجة هذا الرجل بحجة أوقح من وجهه فقال: مهلا يا صاحبي لقد قلت قولا وقال الحمار قولا فمن العيب أن تـصـدق الحـمـار وتكذب هذه اللحية المملوءة بالشيب !!
صعد جحا المنبر يوما وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم?.. فقالوا: لا. قال: حيث أنكم لا تعلمون ما أقول فلا فائدة للوعظ في الجهال ونزل من فوق المنبر. ثم صعد يوما آخر وقال: أيها الناس هل تـعـلـمـون مـا أقـول لكم? قالوا نعم قال حيث إنكم تعلمون فلا فائدة في إعادته ثانيا ونزل من فوق المنبر. فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم نعم وجماعة لا... ثم صعد يوما آخر المنبر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم? فقال بعضهم: نعم وقال بعضهم: لا. فقال لهم على الذيـن يـعـلـمـون أن يـعـلـمـوا الـذيـن لايعلمون ونزل!
كان جحا مارا في السوق فجاء رجل من خلفه وصفعه صفعة شديدة فالتفت إليه وقال: ما هذا?.. فـاعـتـذر لـه الـصـافـع بـقـولـه: عـفـوا يـا جـحـا ظننتك أحد أصحابي الذين لا تكليف بيني وبينهم فلم يتركـه جـحـا ورفـع الأمر للقاضي وكان الرجل من أصدقاء القاضي. فلما رآه مع جحا وسمع دعواهما حكم لجحا أن يصفعه. فلم يرض جحا بذلك. فقال القاضـي مـا دمت غير راض عن هذا الحكم فإنني أحكم بـأن يـدفـع لـك عـشـرة دراهـم جزاء نقديا وقال للرجل: اذهب واحضر الدراهم ليأخـذهـا جـحـا. وهـكـذا أفسح القاضي المجال لفرار الرجل. فانتظر جحا عدة ساعات عـلـى غـيـر فائدة. وأدرك عند ذلك أن القاضي خدعه وصرف الرجل فنظر جحا إلى القاضي فرآه غائصا في أشغاله فتقدم حتى قاربه وصفعه صـفـعـة قـويـة وقال: أيها القاضي أنا مشغول وليس عندي وقت للانتظـار فـأرجـوك أن تأخذ الدراهم متى جاء الرجل لأني مستعجل !
تعليقات
إرسال تعليق